لطالما كانت هذه المنطقة واحدة من أكبر وأجمل أجزاء أذربيجان، لذلك، إذا قررت زيارة مدن أذربيجانية أخرى، فنحن نوصيك بشدة بزيارة قوبا، تخلق تركيبة البقايا المعمارية القديمة بطبيعتها الخيالية جوًا مختلفًا تمامًا، والذي سيكون له تأثير طويل الأمد عليك. تقع قباء الرائعة بشكل خاص في فصل الربيع عندما تتفتح جميع الحدائق والمتنزهات وتزين المدينة بأكملها بجمالها، هناك الكثير من الأشياء للقيام بها في هذه المنطقة، المعالم التاريخية والمتاحف والمساجد والشلالات والبحيرات في قوبا ستجعل رحلتك لا تُنسى!
تاريخ قوبا ونشأتها
قوبا، كما تهجئ مدينة “كوبا”، هي واحدة من أكبر المدن في أذربيجان، تقع في شمال شرقها، على سفوح التلال الخلابة على بعد 170 كيلومترا (105 ميلا) إلى الشمال من باكو، كما تقع على المنحدرات الشرقية لبحر القوقاز الكبرى، على الضفة اليمنى لنهر كوديال.
في القرن الثامن عشر تم تأسيس خانات وعاصمتها قباء، احتلت القوات الروسية الخانة في عام 1806 وتنازلت عنها إيران كليا لروسيا في عام 1813م، وتعد مدينة قوبا هي مركز منطقة زراعة الفاكهة المعروفة بشكل خاص بتفاحها، كما تعد معالجة الأغذية صناعة مهمة بها، بالإضافة إلى ذلك، لطالما كانت قوبا مركزًا لصناعة السجاد، “سجادها يعتبر الأفضل في أذربيجان”، كما تشتهر أيضا بكثرة المناظر الطبيعية والحلويات اللذيذة.
قوبا وجهة سياحية خلابة
المدينة نفسها هي موطن لعدد من المعالم المعمارية والتاريخية، مثل مسجد الجمعة وقلعة “جيلجيلشاي” وعدد من المساجد والأضرحة الأخرى، استكشف المعالم التاريخية بزيارة الحمام المحلي، والحمام الذي زاره “ألكسندر”، دوما عندما كان يسافر عبر المنطقة، وجسرًا جميلًا من الطوب، تم بناؤه عام 1894م، وهو واحد من القلائل التي بقيت على قيد الحياة حتى يومنا هذا.
يأتي الكثير من الناس إلى “قباء” وهي مدينة ومركز إداري لمنطقة قوبا، كجزء من رحلة إلى أجزاء أخرى من المدينة، ريد تاون هي آخر المستوطنات اليهودية الباقية في العالم، وهي مستوطنة يهود الجبال مع لغتهم وثقافتهم الخاصة، خينالوج هي أعلى قرية في أذربيجا، بارتفاع 2350 مترًا (7710 قدمًا) فوق مستوى سطح البحر، تم عزل “خينالوج” عن بقية العالم لمعظم تاريخها، مما أدى إلى المباني الحجرية الفريدة واللغة التي لا يتم التحدث بها في أي مكان آخر.
تشتهر قوبا أيضًا كمكان للذهاب للاستمتاع بالطبيعة الجميلة لأذربيجان، يجلب الشتاء السياح إلى منتجع “شاهيداج” للتزلج، وهو منتجع تزلج من الطراز العالمي مع مسارات تزلج ممتازة في الشتاء، في الصيف، يفضل الكثيرون التنزه في الظل البارد للجبال، حيث توجد الكثير من الغابات والأنهار الجارية للقيام برحلة ذات مناظر خلابة.
أهم الوجهات السياحية في قوبا
– معرض قوبا القديم للسجاد
سجاد قوبا يجعله أيضًا رحلة ممتعة، خاصة اذا توجهت لزيارة معرض قديم قوبا للسجاد، يتميز هذا السجاد بتصميمات معقدة مستوحاة من الطبيعة والأنماط الهندسية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الألوان الزاهية، قديما كان لكل قرية أنماط توقيع، على الرغم من ضياع العديد منها مع مرور الوقت، ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، تم افتتاح ورش عمل السجاد في قوبا بهدف إعادة فن نسج السجاد وإحياء المهارات والمعرفة اللازمة للحفاظ على هذا الفن القديم على قيد الحياة.
– مسجد جمعة
يعتبر مسجد جمعة من أكبر المساجد في مدينة قوبا، حيث يعود تاريخ هذا المسجد إلى القرن التاسع عشر وهى الفترة التي شيد فيها المسجد، حيث بدأ بنائه في عام 1792م واستغرق 10 سنوات، ليتم إفتتاحه في عام 1802م، وذلك بأموال السكان المحليين من قبل المهندس المعماري “أبو بكير عجمي النخجيواني”.
يتميز مسجد الجمعة بشكل فريد، وهو ليس نموذجيًا للمساجد الأذربيجانية، ولكن للمسجد تصميما فريدا مختلفا حيث المبنى ذو شكل أسطواني ذو أوجه ويشبه شكل المثمن العادي.
على الرغم من أن المسجد قد يبدو صغيرًا للوهلة الأولى، إلا أنه في الواقع يظهر هذا في الخارج فقط، فبمجرد دخولك المسجد، ستدرك أنه واسع جدًا هناك، يبلغ ارتفاع المسجد 28 مترًا و مساحته 400 متر مربع، داخل المسجد قبة كبيرة يبلغ قطرها 16 مترا، بعد إحياء أذربيجان إسقلالها تم بناء سور شبكة حول المسجد و المبنى المساعدة الأخرى و أعيد بناء المأذنة البالغ ارتفاعها 41 مترا.
– خينالق
من أهم المناطق التي يمكنك زيارتها والإستمتاع بها قوبا قرية خيناليق، وهي أكثر القرى النائية من بين جميع القرى الأخرى في قوبا، وهي أيضًا أعلى قرية حيث تقع في وسط جبال القوقاز، وهذا البُعد هو بالضبط ما ساعد سكان القرية على النجاة من الغزوات.
يعود تاريخ هذه القرية إلى الحقبة الألبانية، لا تزال بقايا الكهوف القديمة للإنسان الأوائل في هذه المنطقة الواقعة بين الجبال، نظرًا لتاريخها الطويل، تعتبر قرية خناليق من أقدم الأماكن المأهولة بالسكان في العالم، وقد تم إدراجها في قائمة اليونسكو للآثار التاريخية العالمية.
أما المناخ في هذه القرية فهو مناخ معتدل على مدار السنة وتتراوح درجات الحرارة بين 20 درجة مئوية إلى 18 درجة مئوية، ويتحدث سكانها لغتهم الخاصة التي لا يتحدثها أي شخص آخر في العالم وتعتبر مجموعة إثنوغرافية منفصلة.
– المتحف الإثنوجرافي التاريخي
يقع هذا المتحف في قرية خينالوج، وتأسس في عام 2001 ، حيث يعرض المعروضات القديمة النادرة والأشياء الإثنوغرافية والأثرية، يمكنك أيضًا الاستمتاع بمجموعة رائعة من العناصر الفخارية والألواح الخزفية والكتب الحجرية والأدوات المنزلية، أحد أكثر المعروضات إثارة في المتحف التاريخي الإثنوغرافي لقرية خينالوج هي الكتب التي يعود تاريخها إلى القرنين الخامس عشر والعشرين.
– القرية الحمراء
كلنا نعرف مدينة القدس، لكن هل سمعت أي شيء عن القدس القوقازية؟ يمكنك رؤيته في قريتنا الحمراء! حيث المكان هادئ صامت للبقاء بمفردك مع أفكارك الخاصة.
تقع هذه المستوطنة على ضفة نهر “قوديليا Kudilai” وهي المجتمع الوحيد لجبال اليهود في رابطة الدول المستقلة، تحدث يهود الجبال بشكل عام لغة الجماعات الإيرانية وجاءوا إلى أذربيجان في القرن الخامس، ومع مرور الوقت، انتقلوا إلى الأرض المقابلة لجوبا والتي أصبحت تعرف باسم كراسنايا سلوبودا (أي القرية الحمراء).
اكتسبت هذه القرية اهتمامًا خاصًا للعديد من الأشخاص في جميع أنحاء العالم بما في ذلك المواطنين المحليين في أذربيجان، إلى جانب حقيقة أنهم يستخدمون لغة مختلفة تمامًا في حديثهم، فهم أيضًا محترفون في فن نسج السجاد.
– متحف بيت عباس أوغولو باكخانوف
من ضمن الأماكن التي يمكنك الاستمتاع بها في قوبا، والتي تحظى بشهرة كبيرة بين زوّار المدينة، متحف بيت عباس أوغولو باكخانوف او معهد التاريخ المسمى على اسم عباس اوغولو باكخانوف، وهو معهد بحث علمي تابع للأكاديمية الوطنية الأذربيجانية للعلوم، تم إنشائه فى عام 1943م وتبلغ مساحة المتحف الإجمالية 742 مترمربع.
– الأضرحة الثلاثة
مستوطنة قباء أجبيل هي منطقة مشهورة بأضرحتها الثلاثة التي تعود للقرون الوسطى، وجميعها تعود إلى القرن السادس عشر، السكان المحليين يطلقون على هذه الأضرحة “بيرس أوف أجبيل” أو “أربعة أجبيل”، مما يعني أنه كان هناك بالفعل أربعة أضرحة.
تم تدمير أولها، المعروف باسم “شاه مراد” الذي تم بناؤه عام 1553م، بحيث نجا ثلاثة فقط من هذه الأضرحة الأربعة حتى هذه الأيام، ضريحان لهما شكل مستطيل، بينما الضريح الثالث، ضريح الشيخ مزيد مختلف تمامًا.
يحتوي ضريح الشيخ مزيد على مخطط أرضي مربع يميزه عن الضريحين الآخرين، ويدل على أن هذا الضريح يعتبر الأهم بين الجميع، الضريح فريد من نوعه لتصميمه ثماني السطوح مع قبة عالية في الأعلى ومدخل واسع، إنه مبني من الطوب المحروق الذي تم وضعه على عمود مثمن الأضلاع. على الرغم من أن الضريح يبدو مثمنًا من الخارج، إلا أن الجزء الداخلي من هذا الخلق يشبه غرفة مربعة عادية.
ضريح الشيخ جنيد وهو الممثل التالي للعمارة الرائعة في العصور الوسطى، يقع في قرية خزرا في قباء، وقد شيد هذا الضريح تكريما للشيخ جنيد، سليل مؤسس السلالة الصفوية، هُزم وقتل على يد “شيروانشاخ خليل الله” في معركة عام 1456.
كان الضريح على شكل مربع مع مدخل على كل من جدران الضريح الأربعة، يسحر الجزء الداخلي من الضريح الكثير من الناس بجماله المهيب، كما توجد قبة بارتفاع 15 مترًا في وسط القبر، الجدران مغطاة بالبلاط شبه الملون (الأسود والبنفسجي والأزرق) الذي يزين الضريح.
تم نقل رفات الشيخ جنيد إلى إحدى المدن الأذربيجانية والمركز الروحي للإمبراطورية الصفوية “أردبيل”، ومع ذلك، كان الضريح دائمًا مكانًا مقدسًا يزوره العديد من الحجاج كل عام لإحياء ذكرى الشيخ جنيد.
* ضريح الشيخ يوسف الواقع في قرية “الشيخليار”، يعود تاريخ الضريح هذا إلى القرنين الخامس عشر والسابع عشر، إلى جانب أضرحة أجبيل وضريح الشيخ جنيد ، يعد ضريح الشيخ يوسف أحد أقدم الأضرحة في أذربيجان.
تم بناء الضريح بمساعدة الطوب المحروق، تمامًا مثل معظم أضرحة قباء، فإن ضريح الشيخ يوسف له شكل فريد وله صورة ظلية على شكل منشور، لذلك لن تخلط بينه وبين أي مبنى آخر في المدينة.
لا توجد معطيات حول هوية الشيخ يوسف وانجازاته، ومع ذلك، فإن وجود الضريح يتيح لنا إدراك شخصيته المهيبة، إلى جانب ذلك، هذا الضريح هو التمثيل المادي لمهارة المهندسين المعماريين في العصور الوسطى